سيعقد ممثلو الدول الدائمة العضوية الخمس بمجلس الامن الدولى والمانيا يوم الخميس ( 31 مايو) في فيينا اجتماعا لمناقشة المشروع الجديد الخاص بالمشكلة النووية الايرانية. والرؤية العامة أن هذا الامر يدخل ضمن الجهود الجديدة التى يبذلها المجتمع الدولى لحل المشكلة النووية الايرانية من خلال الوسائل الدبلوماسية.

الاتحاد الاوروبى عرض على ايران مشروعا جديدا ذا اختيارين. وحسب هذا المشروع الجديد فإن ايران اذا ما تخلت عن تخصيب اليورانيوم فانها ستحصل على فوائد اكثر مما كان سيمنحها اياها الاتحاد الاوروبى أما اذا لم تمتثل فانها ستتعرض للعقوبات. وحسب هذا المشروع فان مختلف الدول ستقدم لايران الضمانات ومفاعلا نوويا يعمل بالماء الخفيف اضافة الى الوقود النووى اذا اوقفت ايران اعمال تخصيب اليورانيوم. واذا تمادت ايران في عمليات التخصيب فإن مجلس الامن الدولى سيفرض حسب البند الواحد والاربعين من الباب السابع لميثاق الامم المتحدة العقوبات عليها بما فيها حظر اصدار التأشيرات للمسؤولين الايرانيين ومنعهم من حضور المؤتمرات الدولية وتجميد الممتلكات الايرانية وحظر نقل الاسلحة والمنتجات البترولية وغيرها من الاجراءات العقابية. غير ان المشروع الجديد لم يتطرق الى اليند الثانى والاربعين من ميثاق الامم المتحدة الذى ينص على استخدام القوة عند الضرورة. وهذا يعنى ان المشروع الجديد قد استبعد بوضوح امكانية استخدام القوة ضد ايران.

وحسب جدول الاجتماع فان الاتحاد الاوروبى سيعرض بصورة رسمية على ايران هذا المشروع بعد ان يوافق عليه وزراء خارجية الدول الدائمة العضوية الخمس بمجلس الامن الدولى اضافة الى المانيا. وحسب تحليلات بعض الوسائل الاعلامية فان هناك الكثير من الخلافات بين الاتحاد الاوروبى والولايات المتحدة وروسيا والصين حول اهداف المشروع ووسائل تحقيقها. لذلك فانه لا بد من اجراء تشاورات بين مختلف الاطراف لفترة او لاسابيع لتقليل الخلافات بينها والوصول الى اتفاق في الاراء حول المشروع.

اما الخلافات بين الاتحاد الاوروبى والولايات المتحدة في الآونة الاخيرة فقد أثارت اهتمام الوسائل الاعلامية. الولايات المتحدة ما زالت متمسكة بحقها في استخدام القوة ورافضة لتقديم ضمانات لايران ومعارضة لدعوة الاتحاد الاوروبى الى اجراء حوار مباشر مع ايران. كما تتخذ الولايات المتحدة موقفا معارضا من محاولة الاتحاد الاوروبى لحماية المؤسسات الاوروبية التى لها علاقات تجارية مع ايران. وقد وضعت الحكومة الامريكية خطة تهدف الى فرض العقوبات الاقتصادية على ايران. وستطبقها فورا وتطلب مشاركة الاتحاد الاوروبى في تنفيذها في حالة معارضة ايران هذا المشروع الجديد. غير ان الطلب الامريكى قد قوبل بفتور من قبل الاتحاد الاوروبى. السبب في ذلك هو ان العقوبات اذا ما طبقت فلن تضر بمصالح ايران فحسب بل ستسبب ايضا خسائر جسيمة للاتحاد الاوربى.

اذن فما هو موقف ايران من المشروع الجديد؟ الرئيس الايرانى احمدى نجاد شبه هذا المشروع بانه قطعة ذهب مقابل قطعة شيكولات. وجدد وزير الخارجية الايرانى متقى تأكيد مسؤولية ايران الحالية وهى حماية حقها في امتلاك التكنولوجيا النووية. وبالرغم من ذلك فإن ايران لم تغلق باب المفاوضات و لا تزال تجرى المفاوضات حول امكانية تخصيب اليورانيوم في الاراضى الروسية. ومن هنا يمكن رؤية بصيص امل لامكانية حل المشكلة النووية الايرانية من خلال الوسائل الدبلوماسية طالما هناك صبر وذكاء وحنكة سياسية ورعاية لمصالح ايران الشرعية.