عقد وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الامن الدولى اضافة الى المانيا امس الخميس ( اول يونيو ) فى فيينا اجتماعا حيث اتفقوا في الاراء حول مجموعة المقترحات التى طرحها الاتحاد الاوروبى لحل المشكلة النووية الايرانية. ولان الولايات المتحدة كانت قد عبرت منذ ايام بوضوح ولاول مرة عن رغبتها في اجراء مفاوضات مباشرة مشروطة مع ايران اثار هذا اجتماع وزراء خارجية الدول الست ونتائجه اهتمام المجتمع الدولى.
قالت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت في بيان قصير القته عقب الاجتماع ان الدول الست قد طرحت مجموعة من المقترحات الهامة اتفقت فيها على تعليق نقل الملف النووى الى مجلس الامن الدولى اذا وافقت ايران على وقف تخصيب اليورانيوم. والا فان مجلس الامن الدولى سيتخذ اجراءات ضدها. كما حثت بيكيت ايران على السير في الطريق الصحيح.
وحسب ما تنص عليه المقترحات فان الاطراف المعنية ستتعاون اقتصاديا وتكنولوجيا مع ايران وتقدم لها الضمانات ومفاعلا نوويا يعمل بالماء الخفيف ووقودا نوويا اذا وافقت على وقف اعمالها المتعلقة بتخصيب اليورانيوم. واذا تمادت ايران في اعمالها لتخصيب اليورانيوم فان مجلس الامن الدولى سيفرض العقوبات عليها حسب النص الواحد والاربعين من الباب السابع من ميثاق الامم المتحدة. وتشمل هذه العقوبات وقف اصدار التأشيرات للمؤظفين الحكوميين الايرانيين ومنعهم من المشاركة في المؤتمرات الدولية وتجميد الممتلكات الايرانية في الخارج وحظر نقل الاسلحة والمنتجات البترولية. الا ان المقترحات لم تتعرض للنص الثانى والاربعين من الباب السابع من ميثاق الامم المتحدة الذى يجيز استخدام القوة للعقاب في حالة الضرورة. وهذا يعنى ان المقترحات قد استبعدت امكانية استخدام القوة ضد ايران.
بسبب ازدياد الضغوط الداخلية والخارجية ومن اجل الحصول على تأييد الاطراف المختلفة خاصة روسيا والصين عبرت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس يوم الاربعاء عن رغبتها في مشاركة دول الترويكا الثلاث وهى بريطانيا وفرنسا والمانيا لاجراء المفاوضات مع ايران اذا ما اوقفت عن اعمالها وابحاثها النووية. وذكر الرئيس الامريكى بوش في نفس اليوم ان الاساليب الدبلوماسية مهمة جدا لحل المشكلة النووية الايرانية. وان ما ستقوله الولايات المتحدة لايران هو انه لا يجوز لها امتلاك الاسلحة النووية ويجب عليها أن تتعهد بوقف اعمالها النووية. وعلى هذا الاساس ستجرى الولايات المتحدة معها المفاوضات.
بشأن التعبير الامريكى هذا عبر كل من الاتحاد الاوروبى وروسيا والصين والدول الاخرى عن الترحيب. الرؤية العامة انه لاول مرة تعترف الولايات المتحدة بايران بعد قطع العلاقات الدبلوماسية معها منذ 26 سنة. وهذا يدل على ان الولايات المتحدة اضطرت الى حل المشكلة النووية الايرانية من خلال الوسائل المتعددة. والواضح انه اذا اجريت المفاوضات المباشرة بين الدولتين المتماستين اساسا في هذه القضية النووية الايرانية فان حل المشكلة من خلال الوسائل الدبلوماسية يصبح ممكنا. ان المجتمع الدولى يتطلع الآن الى أن يدفع هذا الاجتماع بارائه المتفقة الاطراف المعنية الى تحقيق تقدم جوهرى في طريق حل المشكلة النووية الايرانية من خلال الوسائل الدبلوماسية.
