يعقد اليوم الخميس ( 7 سبتمبر ) فى برلين اجتماع على مستوى المسؤولين السياسيين للدول الخمس الدائمة العضوية فى مجلس الأمن الدولي وألمانيا بشأن القضية النووية الإيرانية، وذلك بعد رفض إيران وقف عمليات تخصيب اليورانيوم فى الموعد الذى حدده قرار مجلس الأمن الدولي، لذلك فإن كيفية مواجهة الدول الست المذكورة لآخر تطورات القضية النووية الإيرانية أصبحت تثير الاهتمام.
وفى الوقت الحالي تتمسك كل من الولايات المتحدة وإيران بموقف متصلب جدا بشأن القضية النووية الإيرانية. إلا أن المراقبين يرون أن الجانبين لم يغلقا باب حل القضية عن طريق المفاوضات. وأكد الرئيس الأمريكي جورج بوش فى كلمة ألقاها يوم الثلاثاء الماضي مجددا أنه لن يسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية، ولكن قال جريجورى شولت المندوب الأمريكي الدائم لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال مقابلة صحفية جرت فى اليوم نفسه مع وكالة الأنباء النمساوية قال إن الولايات المتحدة وأوروبا تأملان فى حل القضية النووية الإيرانية عبر الوسائل الدبلوماسية.
وبعد رفض وقف أعمال تخصيب اليورانيوم، أكدت القيادة الإيرانية مرارا أن إيران لن تتخلى عن حقوقها النووية المشروعة، كما قدمت ردود أفعال قوية إزاء العقوبات التى قد يفرضها المجتمع الدولي، حيث أكدت أنه إذا فرضت العقوبات على إيران، فإنها ستقوم بتعديل سياسة التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك سيضر بمصالح الدول الرئيسية المستهلكة للنفط فى العالم نتيجة لارتفاع أسعار النفط. وقال الرئيس الإيراني محمود أحمدى نجاد أثناء لقائه مع كوفي عنان أمين عام الأمم المتحدة يوم الأحد الماضي إن إيران مستعدة لإجراء مفاوضات مع المجتمع الدولي بشأن القضية النووية، إلا أنه أكد أن إيران لن توقف أعمال تخصيب اليورانيوم قبل المفاوضات.
أما الأطراف المعنية بالقضية النووية الإيرانية فظلت تدعو إلى حل هذه القضية عبر المفاوضات. وبعد رفض إيران وقف تخصيب اليورانيوم لم يوافق الإتحاد الأوروبي على الدعوات الأمريكية المطالبة فرض عقوبات فورية على إيران ، بل قرر منح إيران أسبوعين إلإيجاح النقاظ الغامضة فى ردها على مشروع الدول الست. وتعد هذه فرصة منحها الإتحاد الأوروبي لإيران من أجل إنقاذ المفاوضات.
وكانت إحدى نقاط الخلاف الأساسية بشأن القضية النووية الإيرانية تتركز على وقف أعمال تخصيب اليورانيوم واستئناف المفاوضات. وبالنسبة إلى الدول الغربية، إذا وقفت إيران أعمال تخصيب اليورانيوم، فإن التهديد النووى القادم من إيران سينخفض إلى حد كبير، وبعد ذلك ستتخذ سلسلة من الإجراءات التشجيعية لها، أما بالنسبة لإيران، فإنها إذا تخلت عن عمليات تخصيب اليورانيوم، ستعرض كرامتها الوطنية للضرر، وستتراجع مكانتها فى العالم الإسلامي إلى حد كبير.
ليس هناك وقت كثير أمام مختلف الأطراف المعنيةة بالقضية النووية الإيرانية من أجل إيجاد حل تنازل، ولم يبق من الوقت الذى منحه الإتحاد الأوروبي لإيران سوى أسبوعين فقط، أما مجلس الأمن الدولي فلا يمكنه ألا يفعل شيئا فى حال عدم تنفيذ إيران لقراره. لذلك يجب على مختلف الأطراف انتهاز كل الفرص لتعزيز التبادلات والاتصالات، وتحطم وإذابة الجمود الحالي من أجل حل هذه القضية.
