فيلم إيراني للكونغ فو يحمل عنوان "التنين الأحمر"

مراسلنا مع الممثل الإيراني مسعود جعفري

في الـ12 من شهر ديسمبر عام 2013، كانت قاعة السينما داخل برج تلفزيون طهران مملوئة بالمشاهدين المحليين لمتابعة أول فيلم إيراني للكونغ فو وعنوانه "التنين الأحمر".

ويحكي الفيلم "التنين الأحمر" قصة حول مدرب إيراني للكونغ فو سافر مع ابتنه إلى بكين للمشاركة في أحد أنشطة الكونغ فو هناك، وحصل على عرض من شركة صينية لدعوته وابنته لتمثيل فيلم للكونغ فو، إلا أن شريرا ذا علاقة سيئة معه أراد الثأر من المدرب وحاول إفشال مشاركته في تمثيل الفيلم الصيني، ثم حدثت معركة بين المدرب والشرير...

وتمت صياغة الفيلم "التنين الأحمر" وفقا للمسيرة الحقيقية للممثل مسعود جعفري الذي يعتبر من أشهر الأشخاص في وسط الكونغ فو الإيراني، حيث بدأ دراسته للكونغ فو منذ التاسعة من عمره، وكانت له تجربة في السفر إلى معبد "شاو لين" الصيني الذي يعتبر مهدا للكونغ فو من أجل دراسة "الملاكمة التشبيهية" التي تتميز بتشبيه حركات مختلف الحيوانات. وبعد عودته إلى إيران، بذل جعفري كل مجهوداته في ترويج "الملاكمة التشبيهية" في بلاده، وتدريب الشباب الراغبين في الكونغ فو.

^{مراسم عرض الفيلم "التنين الأحمر"}

وبالإضافة إلى فنه الرائع في الكونغ فو، يتميز جعفري بشكل جميل. وبفضل دعم أسرته، بدأ جعفري منذ ثلاث سنوات تجربته في وسط السينما، ويعتبر الفيلم "التنين الأحمر" أول فيلم قام جعفري بتمويله. وحول سبب تمويله لهذا الفيلم رغم الديون المتراكمة عليه، قال جعفري:

"أهدف من خلال ذلك لترويج ثقافة الكونغ فو في المجتمع الإيراني، لأن الكونغ فو مفيد للناس إذا أصروا على ممارسته، وسيساعدهم على تقوية الجسم وتصفية الروح."

وبالإضافة إلى تدريب الشباب وتمثيل الفيلم، رمى جعفري نفسه في كل الأنشطة المتعلقة بالكونغ فو، حيث أشرف على إعداد كتاب عنوانه "اللغة الصينية الخاصة بالكونغ فو" وذلك بنسختي اللغة الصينية واللغة الفارسية، ليقدم مساعدة كبيرة للراغبين الإيرانيين في دراسة الكونغ فو.

كما حضر مراسم عرض الفيلم "التنين الأحمر" مسئول المنتخب الإيراني للملاكمة الكابتن ناصر أبو الهاشمي الذي يعتبر من أبرز لاعبي الكونغ فو في إيران وكان رئيسا لاتحاد البلاد للعبة، حيث يرى أن الفيلم "التنين الأحمر" يمثل دورا فاتحا ويرمز إلى قدرة إيران على إنتاج فيلم الكونغ فو، وقال:

"أنا سعيد بأن أشاهد هذا الفيلم الذي يدفع إيران إلى قائمة الدول المنتجة لأفلام الكونغ فو. ويظهر هذا الفيلم ثقافة الكونغ فو بشكل كامل، والقصة مثيرة ورائعة وتظهر رغبة الإيرانيين الشديدة في لعبة الملاكمة والكونغ فو والثقافة التقليدية للبلدان الأخرى."

من جانبه، أعرب المسئول الثقافي بالسفارة الصينية لدى طهران السيد تشنغ تونغ بعد مشاهدته للفيلم عن تقديره الإيجابي لـ"التنين الأحمر" الذي وصفه بأنه يتميز بالمستوى العالي للكونغ فو رغم أنه يعتبر أول فيلم للكونغ فو تم إخراجه وتمثيله وإنتاجه على أيدي الإيرانيين، مشيرا إلى خصوصية الانسجام بين الثقافة الصينية والثقافة الإيرانية في الفيلم، وتوقع أن يحظى مثل هذا النوع من أفلام الكونغ فو والذي يتميز بهذا الانسجام بإقبال أكبر في سوق السينما الإيرانية:

"من ناحية التبادل الثقافي بين البلدين، يمكن للفيلم "التنين الأحمر" أن يترك بصمته في تاريخ التبادلات السينمائية بين الصين وإيران، باعتباره أول فيلم للكونغ فو الصيني تم إخراجه وإنتاجه على أيدي الإيرانيين، الأمر الذي يمهد طريقا جديدا لترويج الكونغ فو الصيني في العالم. كما يمكن للشعب الإيراني أن يتعرف على الثقافة الصينية من خلال الكونغ فو."