CRI Online

وريث فن نقش الطوب بأسلوب هوي فانغ شين تشونغ

cri       (GMT+08:00) 2014-01-23 09:52:33


أحد أعمال السيد فانغ شين تشونغ

ولد فانغ شين تشونغ في شانغهاي في أكتوبر عام ١٩٤٩، مع تأسيس الصين الجديدة، فأطلق جده عليه اسم "شين تشونغ" (أي الصين الجديدة). وكان جده فانغ يوي يان عالما تربويا مشهورا، وقام بإنشاء مدارس مع العالم التربوي تاو شينغ تشي في مطلع عمره، وانتخب كعضو في الدورتين الثالثة والرابعة للمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني بعد تأسيس الصين الجديدة.

لولا الثورة الثقافية الكبرى في الصين (1966-1976) لاختلفت حياة فانغ شين تشونغ تماما؛ فربما كان قد تعلم وعمل وتزوج وأصبح أبا في مدينة شانغهاي الكبرى، وربما كان من الممكن أن تكون حياته أروع من أهل المدينة البسطاء. ولكن من المستحيل تغيير القدر أو تغيير الماضي. بعد أن أنهى السنة الأولى من دراسته في المدرسة الإعدادية، انتقل فانغ شين تشونغ مع أمه من شانغهاي إلى موطن أجداده في ريف محافظة شهشيان بمقاطعة آنهوي. ويتذكر فانغ شين تشونغ طفولته، حيث كان أبواه متأثرين بجده وكانا يمارسان مهنة التعليم في شانغهاي. كانت الأسرة تسكن بجوار السيدة الراحلة سونغ تشينغ لينغ، عقيلة الزعيم الصيني الراحل صون يات صن، وراعية الأعمال الخيرية المعروفة، ومؤسسة مجلة ((الصين اليوم)). لم يستطع فانغ التكيف مع الحياة في الريف، وسعى للتقرب من العمل الزراعي، واضطر إلى قبول الواقع المفروض عليه. ومن حسن الحظ أنه كان يحب الرسم منذ نعومة أظفاره، وكان يرسم على جدار منزل أسرته ومنازل جيرانه ويصنع تماثيل ملونة من الصلصال، لإدخال المتعة على حياته الرتيبة. قال فانغ شين تشونغ: "كنت في ذلك الوقت أفكر دائما في البحث عن مخرج من الرتابة والملل، وإلى أين يمكنني التوجه، وأيقنت فيما بعد أن طريقي بين قدميّ."


تعليم طالبه

ذات مرة، رأى مصادفة نقوش الطوب على قوس بوابة فجذبه جمالها، وأخذ يحاول ممارسة النقش لإطلاق العنان لموهبته الفنية. ومن ثم، اختار نوعا من الخيزران رخيص الثمن، وبدأ مزاولة حرفة النقش.

بالرغم أن أساتذة النقش الكبار في مقاطعة آنهوي كانوا كثيرين في ذلك الوقت، لم تتوفر فرصة لفانغ شين تشونغ ليتتلمذ على أيديهم، بل تعلم المهنة واكتسب الخبرة بنفسه. كان يحرص على السير في الحقول والقرى في أوقات فراغه ليشاهد أعمال النقش على المباني القديمة للأسر الأرستقراطية السابقة، وكان يحفظ كل تفاصيل النقوش ليتدرب على النقش ويقلدها في بيته. الفن يحتاج إلى الموهبة، ولكن الظروف الصعبة تولد القدرة على الإبداع التي ربما تفوق العادة، بالإضافة إلى صلابته، كل تلك العوامل مكنت فانغ شين تشونغ من إجادة مهارات النقش وأساليبه المتنوعة بدون معلم.

يعتبر عام ١٩٨٥ علامة فارقة في حياة فانغ شين تشونغ. ففي ذلك العام، طلبت شركة بناء الحدائق الكلاسيكية لمنطقة هويتشو في محافظة شهشيان حرفيين متخصصين في النقش، وكان عمر فانغ شين تشونغ آنذاك ٣٦ سنة، أي تجاوز الحد الأعلى لسن القبول. لكنه دخل الاختبار مع عاملين آخرين لنقش الخيزران ونقش الخشب. وقد أبدى تفوقا ومهارة استثنائية مما دفع المسؤولين إلى تجاوز شرط العمر وقبوله في الوظيفة.

عينت شركة بناء الحدائق الكلاسيكية الجديدة لمنطقة هويتشو مجموعة من حرفي النقش في ورشاتها الثلاث (ورشات نقش الخشب ونقش الحجر ونقش الطوب)، وكان معظم العاملين في الأصل نجارين أو حجارين أو بنائين ، فتم توزيع فانغ شين تشونغ إلى ورشة نقش الطوب. قال: "في ذلك الوقت، لم يكن في الشركة متخصصون في النقش على الطوب، فتم تعييني لتعلم هذا النوع من النقش ولم تكن عندي أي فكرة عنه، ولا أعرف ما هو نقش الطوب."

يزين نقش طوب البناء القديم باعتباره فنا تقليديا لمنطقة هويتشو، إلا أنه فقد أهميته وقل الطلب عليه بسبب ازدهار البناء الحديث ورواجه، مما أثر على استمراريته وتطوره. ولكن مهارة النقش تم تناقلها في بعض الحرف القديمة وتوارثتها الأجيال. وكان لزاما على فانغ شين تشونغ أن يبحث عن هؤلاء الحرفيين القدماء، ويتعلم منهم أصول الفن التقليدي لإحيائه والحفاظ عليه من الاندثار.

لم تكن لدى فانغ شين تشونغ أية معلومات عن أصول وقواعد فن النقش، ولم يكن لديه سوى الخبرة التي اكتسبها نتيجة لتعلمه النقش ذاتيا. لذا، فقد استفاد كثيرا من تبادل الخبرات والمعلومات مع العمال الآخرين بعد دخوله الشركة. قال :"لم يكن لدي معلم يعلمني النقش، بل يمكن القول إنني تعلمت من كل الناس، الذين هم المعلمون الحقيقيون لي، لأنني أدركت من خلال تجاربي أن التعلم من الآخرين له مزايا عدة. وفي المقابل، هناك العديد من الحرفيين ممن كانوا يرغبون في التعاون والتبادل معي، وكل ذلك ساعدني في شق طريقي لإتقان فن نقش الطوب بصورة عفوية."

حظي فانغ شين تشونغ بفرصة ذهبية لتطبيق وممارسة نقش الطوب بعد دخوله الشركة. في ذلك الحين، عُهِد إلى الشركة بمشروع ترميم القوس التذكاري لمسجد جينغجيويه في مدينة نانجينغ، وتم تكليف فانغ شين تشونغ بهذه المهمة فبدأ في ممارسة مهنته لنقش الطوب. قال: "كان اختيار الأداة المناسبة لاستخدامها في النقش أمرا صعبا جدا في البداية، ولكنني نجحت في تدبير الأمر بنفسي." كان يشاهد ويتعلم تصميم النقش على المنازل القديمة ويستشير الحرفيين القدماء لدراسة وتعلم أسلوب فن نقش الطوب بمنطقة هويتشو. وبعد جهود مضنية ورحلة من الاستشارات والتعلم من الخبرات، نجح في مشروع الترميم، ووجد فانغ شين تشونغ متعة كبيرة في ممارسة فن نقش الطوب. قال: "بدأت أحب البناء القديم أكثر فأكثر بعد الترميم، وما زالت المباني القديمة والروائع التي يعود عمرها لمئات السنين تثير تأملي وانبهاري."


1 2 3
أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي