|
||
cri (GMT+08:00) 2014-01-23 09:52:33 |
في مقابلة صحفية
سرعان ما أثبت فانغ مكانته وسُلطت عليه الأضواء وجذب اهتمام المسؤولين في الشركة بفضل مهارته وموهبته الفريدة، وأصبح الحرفي الأفضل مهارة والأكثر إنتاجا في نقش الطوب في الشركة.
شارك فانغ شين تشونغ في إنجاز عمل نقش كبير ضخم هو ((مسقط رأس تجار آنهوي)) الذي يبلغ طوله ١٨ مترا، وقال إن ذلك العمل تم إنجازه بتعاون أكثر من ٣٠ شخصا، واستغرق إنجازه نصف سنة. قبل البدء في عملية النقش، أمضى فانغ شين تشونغ نصف سنة في وضع التصاميم له.
يعتبر نقش الطوب لمنطقة هويتشو من زخارف أقواس البوابات في أسلوب هوي المعماري، وكانت معظم مواد النقش القديم عبارة عن طوب مربع صغير (٤٠سنتمترا ×٤٠ سنتمترا)، ويتكون عمل نقش من بضع قطع من الطوب. في عام ١٩٨٨، أعجب أحد الزوار بمهارة فانغ شين تشونغ وطلب منه إبداع عمل بعنوان ((منظر جبل هوانغشان الرائع)) على مساحة أربعة أمتار مربعة لتزيين حديقة، وطلب منه النقش على الطوب الكبير لإضفاء مزيد من السحر والتأثير. في النهاية، اختار فانغ شين تشونغ الطوب الأخضر بمقاس (٧٧سنتمترا ×٤٠ سنتمترا)، وكانت هذه أول مرة يبدع فيها النقش على طوب كبير الحجم.
أشار فانغ شين تشونغ إلى أن طرق نقش الطوب تحتوي على النقش المنظوري البارز والنقش المجوف وغيرهما لعرض تصميم مجسم. قال: "في السابق، كان لزاما عليّ تركيز النظر للأمام واليمين واليسار عند قيامي بنقش زخارف البوابات. وإذا كنت أقوم بالنقش لزخارف الحدائق، فلا بد من التـفكير في التأثير المنظوري من جهات الأمام واليمين واليسار والعليا والسفلى. لذا، فإن مقياس التصميم والمهارة يتغير تغيرا كبيرا. ومن الصعب تحديد التأثير المنظوري الأفضل في الإبداع. وقد أنجزت أنا وخمسة آخرون هذا التصميم في ستة شهور تقريبا. بعد ذلك، اكتسبت الخبرة والجرأة في نقش الطوب الكبير الحجم، فقد كان ذلك العمل فرصة ثمينة بالنسبة لي وقد جنيت فوائدها".
عن أعماله الفنية قال فانغ شين تشونغ إن فنون نقوش الطوب التقليدي تهتم في الغالب بالزهور والطيور والقصص التاريخية، ولا تكون المرأة من موضوعاتها، فذلك، كان من أكبر خصائص أعمال النقش القديمة. ربما يعود ذلك إلى وضع المجتمع الذكوري في العصور الصينية القديمة. إلا أن فانغ أدخل تغيرا كبيرا في موضوعات أعماله الفنية، وأبدع أعمالا فنية البطل فيها شخصيتا سيدتين أسطوريتين مشهورتين في الصين، هما هوا مو لان ومو قوي ينغ. قال: "من الضروري أن تندمج أعمالنا مع عصرنا، وأن تتقدم وتتغير أفكار أعمالنا مع تغير وتطور الزمن، وعلينا أن نبدع لأجيالنا الجديدة أعمالا حديثة حول عصرنا. كما علينا أن نحافظ على التقاليد ونجددها في الوقت نفسه".
في عام ٠٠٢ ٢، منحت الجمعية العلمية الصينية لفنون عمارة المناظر الطبيعية، فانغ شين تشونغ لقب خبير البناء القديم للحدائق (نقش الطوب)؛ وفي عام ٢٠٠٥، منحته لجنة الدورة التاسعة لـ"مهرجان ثقافة هوي"، وهو مهرجان سياحي صيني دوري يقام في هوانغشان، لقبا شرفيا هو "كبير معلمي الفن الشعبي بمنطقة هويتشو"؛ وفي عام ٢٠٠٧، اختارته وزارة الثقافة الصينية ضمن المجموعة الأولى من وارثي التراث الثقافي غير المادي على المستوى الوطني.
كان فن نقش الطوب القديم بمنطقة هويتشو مهددا بالضياع، ولكن بفضل جهود فانغ وأقرانه، بدأ كثير من المحليين تقليد أسلوب عهد أسرتي مينغ وتشينغ المعماري في بناء المنازل والحدائق مع ارتفاع مستوى المعيشة منذ تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح. كما يظهر نقش الطوب الحديث على بنايات دور الضيافة والنوادي الراقية للسياح من داخل البلاد وخارجها وهو نقش على طريقة هوي وثقافة منطقة هويتشو. ذلك يسعد فانغ شين تشونغ كثيرا، الذي قال: " لا بد لفن نقش الطوب أن يتماشى مع المجتمع ويواكب تطوره، كي لا يتعرض لخطر الضياع والاندثار. ولا يمكن أن يبقى عمل نقش الطوب على نفس المستوى والأسلوب الفني السابق مع ازدهار الحداثة يوما بعد يوم، ولا يمكن لهذا الفن أن يحقق التطور الأمثل إلا من خلال التوجه نحو الأسواق الخارجية".
تقديم فن نقش الطوب للسياح من داخل البلاد وخارجها، باعتباره أسلوبا لتزيين البناء، ودفع هذا الفن ونقله إلى عالم أوسع هو طموح السيد فانغ. لهذا فإن كلماته أثناء الحديث كانت تنبع من صميم قلبه. في عام ٢٠٠٣، أنشأ هذا الفنان ورشة فانغ لنقش الطوب، وفي عام ٢٠٠٧ أقيم مصنع شينتشونغ لنقش الطوب بمحافظة شهشيان لمدينة هوانغشان، من أجل خلق بيئة عمل ملائمة للتلاميذ طوال السنة، كما يقوم هو وزملاؤه بتحسين وتجديد أدوات النقش التقليدي ويبدعون الجديد المنبثق من القديم على قاعدة وراثة الفن التقليدي لمذهب هوي، ليواجهوا أي مستجدات بأدواتهم الذاتية.
حاليا، يتعاون فانغ شين تشونغ مع مدرسة شينغتشي المتوسطة بمحافظة شهشيان في التعليم. ينهض من النوم كل يوم في الساعة الثالثة فجرا ليتفرغ لإبداع أعمال فنية، ثم يغادر بيته في قرية وانغتشونغ في الساعة السابعة صباحا متوجها إلى مدرسة شينغتشي في مركز المحافظة بالدراجة الكهربائية ويستغرق ذلك ساعة من الوقت، ثم يبدأ تعليم التلاميذ. يتمنى أن يرث ابنه فانغ منغ له، الذي يعمل بحارا منذ سنوات عديدة، عمله. على الرغم من أن ابنه تخصص في النقل البحري في الجامعة ولديه حلمه الشخصي، تجذبه روعة وسحر هذا الفن التقليدي أكثر فأكثر، وفي أحيان كثيرة يمسك بأدوات النقش خلال أيام إجازته التي يقضيها مع أبيه في البيت، وتتحسّن كثيرا أعماله، مع أنه بدأ النقش منذ حوالي ثلاث سنوات فقط. قال إنه ربما يترك البحر في يوم ما ويتخصص في فن نقش الطوب.
في النهاية، قال فانغ شين تشونغ بهدوء وثقة: "الحفاظ على فن نقش الطوب بطريقة هوي وتوريثه، من أهم واجباتي وأسمى أهدافي."
| ||||
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |