المتحف الوطني الصيني الذي يضع التاريخ والفنون على قدم المساواة

معروضات المتحف

مثلما قال تشانغ بنغ، ان الكثير من زوار المتحف لم يعودوا كمن ينظر الى الزهور من على صهوة جواد، بل طرأت على اساليبهم الترفيهية تغيرات تدريجية تماشيا مع التطور الاجتماعي ورفاهية الحياة، واصبح التمتع بالثقافة والفنون جزءا لا يتجزا من حياة الناس حيث ان معظمهم لديه قاعدة المعارف ذات الصلة ومستوى معين للتمتع ويرغبون في الاستفادة من الوقت بنشاط لفهم وبحوث المعروضات التي يعشقونها بصورة عميقة، وفي الوقت نفسه، فان المرشدين بمن فيهم المتطوعين ينشرون مفاهيم العلوم الطبيعية ومعارفها وثقافتها، حيث جذب شرحهم الدقيق والجدي وجاذبيتهم الشخصية واسلوبهم الصارم جذب اعدادا كبيرة من الزوار المعجبين بهم واصبحوا مستمعين مخلصين لهم.

ان السيد تشو من مدينة نانجينغ لا يتذكر جيدا عدد زيارته للمتحف الوطني، ويقول ان كل شيء في المتحف الوطني لامس اوتار قلوبه. وكلما زار المتحف الوطني يبقى طوال اليوم، معتقدا ان التمحف غرفة للاستقبال، وان اردت معرفة مدينة ما او بلد ما، فمن الضروري ان تزور متحفه.

"كان للمتحف تاثير كبير على المجتمع بكل تاكيد، وخاصة الان، فتكاد جميع المتاحف في ربوع البلاد تكون مفتوحة امام المجتمع بشكل عام. كلما اصل الى مدينة ما، تكون الفكرة الاولى لدي هي القاء نظرة على متحفها ورؤية تحف المدينة. وان وصلت الى بكين او الصين، فمن الضروري زيارة المتحف الوطني."

تولي البلاد المزيد من الاهتمام لبناء المتاحف في الاعوام الاخيرة، وحتى اواخر عام 2013، وصل عدد المتاحف في الصين الى 3866، ويزداد هذا الرقم بنحو 200 كل سنة، ومن اجل جذب اكبر عدد ممكن من الجمهور للاستفادة من الغذاء الخاص للمتحف بصورة حرة، اصدرت كل من دائرة الدعاية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ووزارتي الخزانة والثقافة ومصلحة الدولة للاثار اصدرت تعميما مشتركا بفتح جميع المتاحف العامة والتذكارية وقواعد التربية الوطنية التابعة لدوائر الثقافة والاثار لكل المستويات مجانا، مما خلق ظروفا لدخول المزيد من الناس المتاحف. وحتى اليوم، فيوجد اكثر من 2500 متحف على مستوى البلاد مفتوحا للجميع، حيث يدخل المتاحف 560 مليون مشاهد كل سنة.

في رأي هوانغ تشن مدير قسم الاعلام والتوعية الاجتماعية للمتحف الوطني الصيني، وقد دخلت قضية المتاحف الصينية مرحلة جديدة من التنمية، وكانت هناك روابط متشعبة بين ثقافة المتحف وحياة الجماهير.

"لقد مرت 6 سنوات على فتح المتحف بشكل حر منذ عام 2008 حتى عام 2014، كان الجمهور يزور المتاحف بشكل عشوائي ويشعر بالفضول في اوائل مرحلة الفتح الحر، الا ان موظفي المتاحف يظلون يلخصون ويبحثون باستمرار لتحسين مستوى الادارة والخدمة لمدة 6 سنوات، حيث تحولت نفسية الجمهور الى التمتع بالراحة والسعي الى المعرفة، يمكن ان نرى أن مستوى المتحف الصيني لخدمة الجمهور طرات عليه تغيرات كبيرة الان مقارنة مع عام 2008، كما بذلت المتاحف جهودها للتاثير على الزوار المحليين وجذبهم، وهذا ما يطابق ارتفاع مستوى المواطنين. ومع مرور الايام، فان دور المتحف في الحياة الثقافية للمواطنين سيتضح بشكل تدريجي. "

صادف مراسلنا في المتحف الوطني عددا كبيرا من الزوار الذين جاءوا من بعيد، بمن فيهم ام شابة مع طفلها، عائلة تساند الشيخ وتاخذ بيد الطفل، طالب شاب بالجامعات، ومعلم الكيمياء من الولايات المتحدة والخ. يتذوقون هنا الهوية الثقافية للامة الصينية ويبحثون اثر عبقرية الاسلاف، مع البحث عن الاجابة على كيفية سير الصين في طريق النهضة مقارنة مع المعارف في الكتب، وهذا يعد اهم قوة دافعة لاعجاب الناس بالمتحف ودخولهم اليه. نثق بان وفرة المعروضات وكثافة الاجواء الثقافية في مختلف المتاحف التي تضم المتحف الوطني ستعطي ثمارا يانعة لكل زائر لها.