CRI Online

لوحات الجليد والثلج

cri       (GMT+08:00) 2014-06-05 14:22:43

ورق شيوان المستخدم في الرسم الصيني يتسم بالرقة البالغة ولا يمكن كشطه بالسكين، ولهذا فإن أساليب نثر الملح والتشميع وترك المساحة البيضاء هي الأكثر شيوعا في رسم الثلج. وتذكر السجلات الصينية القديمة أن الصينيين عرفوا "نفخ السحاب ونفض الثلج"، وهو أسلوب غمس الإصبع بصبغة بيضاء ونفضها على الورقة. ومازال بعض الرسامين المعاصرين يغمسون فرشاة الأسنان بالصبغة البيضاء وينفضون مقبض الفرشاة خفيفا لنثر اللون الأبيض في الأماكن التي يريدونها بيضاء.

وقد ابتكر الفنان المبدع يوي تشي شيويه (1935- ) أسلوبا للتعبير عن الجليد والثلج باستخدام المطاط والشبة، حيث تضاف مادة الشبة إلى محلول مطاط حيواني يستخدم في رسم أشكال الجليد والثلج على ظهر قطعة من ورق شيوان الأبيض، ورسم الجبال والأنهار والأشجار والحجرات بالحبر على وجهها، فتكون الأماكن المرسومة بمحلول اللاصق والشبة بدون لون وتبدو مثل جليد متراكم. لذلك يعتبر يوي شي شيويه مؤسس رسم لوحات الجبال والأنهار التي موضوعها الجليد والثلج.

تشتهر منطقة شمال شرقي الصين برذاذ الثلج الذي يرصع أغصان الأشجار، فيبدو وكأن الأرض مغطاة بالثلج الأبيض. على شاطئ بحيرة سونغهوا في مقاطعة جيلين أشجار كثيرة وضباب كثيف، مما يجعل مشهد رذاذ الصقيع في مقاطعة جيلين عظيما مدهشا يجذب كثيرا من الزوار الصينيين والأجانب. وقد أقامت حكومة المقاطعة لجنة لبحوث رسم رذاذ الصقيع، وشكلت فريقا من الرسامين المهتمين بلوحات رذاذ الصقيع لبحث فنون وصف رذاذ الصقيع. كان من نتيجة ذلك إبداع بعض الأعمال الرائعة، من أبرزها لوحات الفنان فان تشن.

ولد فان تشن في بكين سنة 1972. درس الفن وبرع في رسم الأرض المغطاة بالثلج وتفوق في استخدام أسلوب ترك المساحات البيضاء التقليدي. من أشهر أعماله سلسلة لوحات ((منطقة تشينغليانغ الباردة المنعشة)). خلال بضع عشرة سنة، تجول في أنحاء البلاد لاستلهام أفكار وموضعات لوحاته. وقد جعلته تجربته في البحث ذات ليلة عن فرشاة الرسم تحت الثلج الغزير، عاشقا للمساحات الفسيحة المغطاة بالثلوج.

ويرى ان تلك التجربة لها مغزى رمزي، فهي بمثابة رحلة البحث عن الذات. ذات ليلة، بعد سقوط الثلج خرج فان يبحث عن فرشاته المفقودة. وبينما كان الرسام يسير في الظلام على غير هدى، ذهب عنه ما كان يقلقه وعادت إلى قلبه الطمأنينة والهدوء، وصار لحياته معنى وهدف. فقد عثر على بيئة هادئة جعلته يتواصل مع السماء بعيدا عن ضجيج المدن وصخبها. يشعر دائما بالحنين إلى البيئة الباردة المنعشة المملوءة بالثلج. وكلما رسم الثلج، لا يرسم منظر بعينه لمكان محدد في زمن معين، ولكنه يخبر مشاعره الروحية في تلك الليلة، ويستعيد صفاء نفسه وسط الضجيج. اختار للوحته عنوان "منطقة تشينغليانغ"، السبب لذلك أن بوذا ونشو الذي يمثل الذكاء يسكن جبل تشينغليانغ. كلمة "تشينغليانغ" مأخوذة من كلمة هيما في اللغة السنسكرتية. وفقا لقواعد السنسكرتية، عندما يستخدم جذر كلمة هيما كالفعل، فإنها تعني البرد ونزول الثلوج ودخول الشتاء، وعندما يستخدم كالاسم، تعني البرد والثلوج والشتاء وغيرها.

يرى فان تشن الثلج عالما هادئا ولكنه ليس جامدا ساكنا. لا يأتي الثلج بالبرد القارس وإنما بالدفء والطمأنينة والهدوء. في لوحاته بعض حملان تقفز في الحقول، وتمرح على الأرض المغطاة بالثلوج، فكل ما يمر من هنا يشعر بالراحة في هذا الوادي الهادئ، حيث تردد الصدى في هذه البيئة الساكنة الهادئة.


1 2 3
أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي