|
||
cri (GMT+08:00) 2014-06-05 14:22:43 |
الجليد والثلج في فن الحفر، الذي كان له تاريخ عريق في الصين، فقد عرف الصينيون منذ فترة مبكرة أعمال الحفر على الخشب المطبوع بالألوان المائية لعيد الربيع. ولكن فن الحفر المعاصر يؤرخ لبدايته بحفل دعا إليه الكاتب الصيني الكبير لو شيون في أربعينات القرن الماضي موضوعه فن الحفر. وقد تأثر الفنانون الصينيون بفن الحفر على الخشب للفنانة الألمانية كاثي كولوفيتز (Käthe Kollwitz) (1867 - 1945) وأبدوا فن الحفر على الخشب باللونين الأسود والأبيض ذا الخصائص الصينية. في ستينات القرن الماضي، اشتهرت مجموعة "بيداهوانغ" بقيادة تشاو مي (1931- ) وهاو بوه يي (1938- ) في أوساط الفن. هذه المجموعة من الفنانين تأثرت بأساليب التركيب والتقنيات التي كانت معروفة في الاتحاد السوفيتي السابق، وأعادت تقديم الألوان بالشكل الفني السابق للأبيض والأسود، وأبدعوا نمطا من الحفر الملون حمل اسم "رسم بيداهوانغ المحفور" الذي يتميز برسم الجبال السوداء والأنهار البيضاء لموطن الجليد والثلج. وهكذا أصبح الجليد والثلج موضوعا مهما لإبداع رسم بيداهوانغ المحفور.
هاو بوه يي، رسام الحفر المولع برسم الجليد والثلوج، يتخذ في لوحته ((بعد الثلج))، السماء الزرقاء الصافية بعد سقوط الثلج كخلفية للرسم، وعلى السياج الخشبي الذي يتباعد بطريقة فنية تبدو قطع الثلج البيضاء مثل الآيس كريم المكشوف من غلافه. وفي لوحته ((السير على النهر))، يقود شخص خمسة كلاب تجر عربة زلاجة للسير على النهر الأبيض المتجمد. يصور هذا المشهد حياة الإسكيمو في المحيط المتجمد الشمالي، ولذا عندما عرضت هذه اللوحة في دول شمال أوروبا، لم تكن غريبة على أهلها.
الرسام هاو بوه بي ليس غزير الإنتاج فحسب، وإنما أيضا يسعى دائما لاكتشاف وتربية عدد كبير من الأكفاء لمجموعة بيداهوانغ الإبداعية. وبإرشاد ودعم منه، أتى الرسام الشاب تشو شنغ هوا وهو شاب من منطقة نائية إلى مؤسسة إبداعية متخصصة.
في سنة 1965، غادر تشو شنغ هوا (1949 - 2000) مدينته الكبيرة إلى الريف ضمن فرقة من الشباب المثقفين. كانت حياتهم شاقة ولكنها مفعمة بالمتعة. كان تشو شنغ هوا يتردد على الجبال الجرداء المغطاة بالثلوج الثقيلة لجمع الأغصان اليابسة، ثم ينقلها إلى مقر الفرقة لاستخدامها كحطب. كان يعمل في الأرض المغطاة بالثلوج ويسير عليها طول الشتاء.
هذا الفنان الذي عشق الرسم منذ نعومة أظفاره لم يتوقف تدفق إبداعاته وهو منهمك في أعماله الأخرى. وقد صار العالم المملوء بالجليد والثلج أمامه الموضوع الرئيسي في أعماله. بعد وقت غير طويل، اشترك مع الجماعة الإبداعية لرسم بيداهوانغ المحفور بمساعدة الرسام هاو بوه يي. وبعد ذلك، حصل أحد أعماله على الجائزة الذهبية للدورة العاشرة للمعرض الوطني لأعمال الحفر، وشاركت أعماله في معارض وطنية وعالمية اكثر من مرة، وجُمعت بالمتحف الوطني الصيني للفنون ومتحف لو شيون التذكاري ومتحف شنتشن للفنون وبعض المتاحف الأجنبية، ويقتنيها كثير من هواة جمع الأعمال الفنية. كان تشو شنغ هوا عضوا دائما بالجمعية الصينية لفناني الحفر.
أحب تشو شينغ هوا رسم الثلج، وترى في لوحاته دائما حيوان الألكة (حيوان خاص يعيش في الأرض المغطاة بالثلوج). وهو حيوان وديع يستخدمه أبناء الأقليات القومية بالصين الذين يعيشون في الغابات لنقل البضائع. في لوحته ((اليشم المتراكب - الشمال))، تقف بعض حيوانات الألكة بجانب خيمة بسيطة لصيادين من قومية ألونتشون، تنتظر أصحابها بهدوء، وخلفية اللوحة غابة على جبال متراكبة. بذل الرسام جهودا مضنية لوصف قوة الحياة التي تعكسها الزهور والأشجار اليشمية في أرض يكللها الجليد والثلج، والتناغم بين الإنسان والحيوان. أما لوحته ((بدء الصقيع)) التي تجسد فرحة الإنسان والحيوان عند سقوط الثلج لأول مرة ففازت بالجائزة الفضية للدورة السابعة للمعرض الوطني للفنون، وضمها المتحف الوطني الصيني للفنون إلى مقتنياته. وفي لوحة ((الشتاء الدافئ)) ولوحة ((شياوتشوانغ)) وظف تشو شينغ هوا السحر الخاص واللغة الفنية البليغة للحفر فعبر بطريقة بالغة الإيجاز عن الجمال والصفاء. وفي لوحة ((نهر ووسولي في الشهر الثالث القمري)) يصور القوارب أثناء استراحتها على ضفة نهر ووسولي المغطي بالجليد والثلج، ومصابيح الإشارات البحرية، وصياد ينقل قارب صيد بعربة زلاجة. يبدو المشهد في اللوحة هادئا ودافئا مفعما بحب الحياة في منطقة حدودية نائية.
| ||||
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |