أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بالنيابة ورئيس حزب كاديما ايهود أولمرت مساء أمس الثلاثاء (28 مارس) أن حزب كاديما فاز في الانتخابات التشريعية التي جرت في اليوم نفسه، وبذلك، أصبح أكبر حزب في الكنيست الإسرائيلي الجديد ونال حق تشكيل الحكومة.
ووفقا للنظام السياسي الإسرائيلي، فإن الرئيس الإسرائيلي سيعين بعد أسبوع من إعلان نتيجة الانتخابات الرسمية وعلى أساس نتيجة التشاور مع ممثلي مختلف الأحزاب بالكنيست يعين رئيس الحزب الذي حصل على أكثر الأصوات خلال الانتخابات لتولي منصب رئيس الوزراء ويفوضه تشكيل حكومة جديدة خلال 42 يوما. وأشار المحللون إلى أن أولمرت وحزب كاديما بقيادته سيتحملان مهمة شاقة ويواجهان تحديات صارمة بعد صعودهما بالفعل المسرح السياسي.
ورغم أن مختلف نتائج استطلاعات الرأي قبل الانتخابات قد أظهرت أن حزب كاديما تقدم الأحزاب الأخرى، وأن فوزه في الانتخابات أمر متوقع أيضا، إلا أن نسبة التصويت في هذه الانتخابات كانت الأدنى في تاريخ الانتخابات وفقا للإحصاءات الأولية، وأن نسبة الأصوات التي حصل عليها حزب كاديما أدنى من النسبة المتوقعة، حيث حصل على ما بين 29 و32 مقعدا في الكنيست ذى 120 مقعدا، بينما حصل حزب العمل اليساري على ما بين 20 و22 مقعدا ولكتلة الليكود اليمينية ما بين 11 و12 مقعدا فقط. وفي الوقت نفسه، أصبح حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني الداعي لاتخاذ موقف متشدد تجاه الفلسطينيين الحصان الأسود لهذه الانتخابات، حيث حصل على 12 حتى 14 مقعدا.
وإن المهمة الملحة لأولميرت فى الوقت الحالي هى بدء مساومة صعبة مع مختلف الأحزاب الإسرائيلية من أجل تشكيل حكومة إئتلافية فى أسرع وقت ممكن. ويرى معلقون سياسيون فى إسرائيل أن فوز حزب كاديما فى الانتخابات العامة هو خطوة أولي خطاها الحزب على طريق تولى الحكم، وإن تشكيل حكومة إئتلافية مستقرة سيكون أصعب مهامه.
إن المهمة الصعبة الأخرى التى يواجهها إيهود أولميرت هى مواصلة الحفاظ على وحدة حزبه.إن ما تركه رئيس الوزراء شارون الذى ما زال فى حالة غيبوبة لأولميرت كان " فريق نجوم موحد " مكون من القوى الرئيسية للأحزاب المختلفة، ومن ضمنه شيمون بيريز الزعيم القديم لحزب العمل، وتم اجتماع هؤلاء الأشخاص ذوى القوى الفعالة من مختلف الأطراف الحزبية بدعوة شارون، وبعد إصابة شارون بالمرض الخطير ظل هؤلاء الأشخاص يؤيدون أولميرت بصورة مشتركة باعتبار الانتخابات العامة مهمة أولى لهم.
وقبل الانتخابات العامة حطم أولميرت التقليد العادى المتمثل فى حفظ التكتيكات الغامضة أثناء الانتخابات العامة، حيث طرح خطة تفصيلية للانسحاب الأحادي، كما تعهد بقوة بأن الحدود الإسرائيلية ستكون مختلفة تماما عن حدودها الحالية عند نهاية فترة منصبه. و إذا نجح حزب كاديما فى الانتخابات فسيتعين على أولميرت أن يبذل جهوده من أجل تنفيذ تعهداته خلال الانتخابات. ولكن خطة الانسحاب الأحادي ستكون معقدة جسيمة، و يجب عليه أن يجابه الضغوط الداخلية، ويسعى وراء كسب التأييد القوى من قوى مختلف الأطراف ، وعلى الصعيد الخارجي يتعين عليه أن يكسب الاعتراف و التأييد من المجتمع الدولي.