انتهت الانتخابات العامة الاسرائيلية في اواخر الشهر الماضى. وقد أجرى موشى كاتشاف الرئيس الاسرئيلى أمس الاحد ( 2 إبريل ) مشاورات مع مختلف الاحزاب الاسرائيلية حول تشكيل الحكومة. أشار المحللون هنا الى أنه من الصعب على أولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلى بالنيابة وحزب كاديما الجلوس بكل راحة وسهولة على كرسى رئاسة الوزراء لان أمامهم تحديات حزب العمل الذى حصل على المرتبة الثانية في الانتخابات العامة.

وحسب القانون الاسرائيلى فإن الرئيس الاسرائيلى فور انتهاء الانتخابات العامة عليه أن يجرى مشاورات مع مختلف الاحزاب حول تشكيل الحكومة وتعيين زعيم أكبر حزب في الكنيست كرئيس وزراء لتشكيل الحكومة. حزب العمل عبر أثناء محادثاته مع الرئيس كاتشاف أمس عن رغبته في تفويض زعيمه عمير بريس لتشكيل حكومة جديدة مع الاحزاب اليسارية واليمينية الاسرائيلية. قال أيضا حزب العمل الاسرائيلى هنا إن حزب كاديما لم يفز في الانتخابات العامة الا ب29 مقعدا. ولاول مرة لم يصل عدد المقاعد التى يحصل عليها أكبر حزب في الكنيست الى 30 مقعدا. أما حزب العمل فقد فاز بتعاطف المواطنين بدعوته الى الاصلاح الاقتصادى برغم أنه فاز ب20 مقعدا. لذلك فإن حزب العمل لديه عوامل كثيرة ترشحه لتشكيل حكومة ائتلافية مستقرة.

المشكلة الاقتصادية ظلت الشغل الشاغل مثلها مثل المشاكل السياسية والامنية تشغل بال الناخبين الاسرائيليين. لذلك فان حزب العمل في برنامجه الانتخابى قد ضرب على هذا الوتر الحساس ووعد في حالة الفوز بتضييق الفجوة بين الفقراء والاغنياء ورفع الحد الأدنى للاجور ومن هنا نال تأييد أعداد لا باس بها من الناخبين الفقراء.

أمام التحديات التى رفعها حزب العمل ذكر ممثل حزب كاديما تلميحا لا تصريحا بعد محادثاته مع الرئيس الاسرائيلي كاتشف أنه من الواجب تفويض اولمرت بتشكيل حكومة ائتلافية لانه ليس هناك من يقدر على تشكيل حكومة تضمن استقرار البلاد الا حزب كاديما. كما عبر مسؤول كبير في حزب كاديما أن الخطة الاحادية الجانب للانسحاب هى من ضمن البرامج التى على حكومة كاديما تنفيذها. وأن مشكلة توزيع بعض المقاعد الهامة في الحكومة يمكن حلها عبر التشاور. إذن طالما سنتعرض لتوزيعات الحقائب الوزارية فإن حزب العمل ذكر هنا أن منصب وزير المالية سيتولاه أحد أعضاء حزب العمل إذا فوض بتشكيل الحكومة مع حزب كاديما. لان هذا المنصب مهم جدا بالنسبة لحزب العمل لتحقيق الاصلاح الاجتماعى والاقتصادى. غير أن حزب كاديما عبر عن معارضته .

ويعمل حزب العمل الآن على كسب تأييد سائر الاحزاب لتشكيل حكومة جديدة. وقد عبر الحزب الدينى الوطنى الذى فاز ب9 مقاعد في الكنيست بوضوح عن تأييده لحزب العمل وقال احد أعضاء هذا الحزب إن مشكلة العلاقات الفلسطينية الاسرائيلية سوف لا تشهد حلا خلال السنوات المقبلة لذلك فإن حل المشكلة الاجتماعية في اسرائيل مهمة عاجلة في الوقت الراهن.

إن عدد مقاعد الكنيست الاسرائيلى هو 120 مقعدا تنافس عليها 12 حزبا اسرائيليا سياسيا في هذه الانتخابات العامة. ومن أجل الوصول الى ما يزيد على نصف عدد المقاعد لتشكيل الحكومة فإنه على كاديما أو العمل الاتحاد مع 3 أو 4 احزاب اخرى. اشار المحللون الاسرائيليون الى أن الفوز في الانتخابات العامة هو أول خطوة نحو تسلم السلطة فتشكيل الحكومة في اسرائيل صعب مثل الفوز في الانتخابات العامة بسبب النظام الحزبى السياسي الاسرائيلي.