أعلن حزبا كديما والعمل الاسرائيليان أمس الثلاثاء (4 ابريل) أنهما سيشكلان حكومة ائتلافية الامر الذي ينهي المنافسات بين الحزبين للحصول على التكليف بتشكيل الحكومة ويمهد الطريق ليقوم رئيس الوزراء بالوكالة إيهود أولمرت بتشكيل حكومة اسرائيلية ذات توجه وسط يساري.

قال ايهود أولمرت أمس في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع رئيس حزب العمل عمير بيرتس إنه سيبدأ المفاوضات مع حزب العمل حول تشكيل الحكومة الائتلافية عقب تكليفه رسميا من قبل الرئيس الإسرائيلي موشيه كتساف وسيكون حزب العمل شريكا رئيسيا لحزبه. وأكد بيرتس أنه من أجل الإسراع بعملية تشكيل الحكومة، فإن الرئيس كتساف سيكلف اولمرت بذلك.

وكان حزب كاديما قد فاز ب29 مقعدا في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في ال28 من مارس الماضي ليصبح أكبر الأحزاب في الكنيست يليه حزب العمل الذي حصل على 20 مقعدا. بعد انتهاء الانتخابات، بدأ الجانبان منافسات عنيفة للحصول على حق تشكيل الحكومة. وقال مسؤول بحزب العمل إنه على الرغم من أن رئيس اكبر حزب بالكنيست دائما هو الذي يتولى منصب رئيس الوزراء، إلا أن القانون الاساسي الاسرائيلي لا ينص على ضرورة تشكيل الحكومة من قبل رئيس أكبر حزب بالكنيست، لذلك، سيتعاون حزب العمل مع بعض الاحزاب اليمينية بما فيها كتلة ليكود لتشكيل تحالف اجتماعي يمتلك أكثر من نصف مقاعد الكنيست. ويرى حزب العمل أن حكومة تشكل على اساس التحالف أو التضامن الاجتماعي ستكون اكثر استقرارا من الحكومة التي يشكلها حزب كاديما. أصر حزب كاديما على قيادة تشكيل الحكومة لأنه أكبر حزب بالكنيست. لكن الجانبين أعلنا مقاجأة تشكيل حكومة ائتلافية الامر الذي كان خارج توقعات عدد كبير من الناس من بينهم اعضاء حزب العمل. وقال مسؤول رفيع المستوى بحزب العمل أن تشكيل التحالف الاجتماعي ليس إلا ستارا من الدخان فما زال حزبا العمل وكاديما يجريان مفاوضات سرية.

ويرى المحللون أن رئيس حزب العمل بيرتس تخلى عن تشكيل التحالف الاجتماعي ووافق على التعاون مع حزب كاديما لاسباب ثلاثة. الاول هو أن حزب العمل هو ثاني أكبر حزب بالكنيست فقط. وحينما يقوم حزب العمل بتشكيل الحكومة بدون حزب كاديما وهو اكبر الأحزاب حاليا فإن الامر سيكون غير معقول وستكون هناك صعوبات كبيرة. لأن حزب العمل يحتاج الى تعاون عدد كبير من الاحزاب للحصول على أكثر من نصف عدد مقاعد بالكنيست. الثاني هو أن خطة حزب العمل للتعاون مع الاحزاب اليمينية تعرضت لانتقادات واسعة من قبل وسائل الإعلام الاسرائيلية. وكان بيرتس قد اعلن قبل الانتخابات أنه لن يشكل حكومة ائتلافية مع الاحزاب اليمينية خاصة كتلة ليكود إذا أتيحت له الفرصة لتشكيل الحكومة. لكنه دعا كتلة ليكود أولا للمشاركة في التحالف الاجتماعي بعد الانتخابات مما أثار استياء وسائل الإعلام الاسرائيلية. والثالث هو أن بيرتس تولى منصب رئيس الحزب منذ عدة أشهر فقط وليست له خبرات سياسية وفيرة فيصعب عليه تولى منصب رئيس الوزراء بهذه السرعة. فما زال بيرتس يحتاج الى وقت لتثبيت مستقبله السياسي.

وبالإضافة الى ذلك، اذا أراد اولمرت تنفيذ الخطة الأحادية وترسيم الحدود الاسرائيلية الفلسيطنية خلال فترة مهمته المستقبلية، فإن الأمر يحتاج الى حكومة ائتلافية مستقرة. ومشاركة حزب العمل في الحكومة الائتلافية ستقلل من مصاعب تنفيذ الخطة الاحادية لأن الحزبين وافقا على تنفيذ الاجراءات الأحادية في ظل فشل المفاوضات مع الجانب الفلسطيني.

ويرى المحللون أن حزبي كاديما والعمل يتبنيان مواقف متقاربة في قضية العلاقات الاسرائيلية الفلسطينية ويعتبر تشكيل الحكومة الائتلافية الخيار الناجح المشترك لهما.