انهى كوفى آنان امين عام الامم المتحدة أمس الاحد ( 3 سبتمبر ) زيارة لايران استغرقت يومين. وقد جاءت الزيارة في ظل انتهاء المهلة الاخيرة التى حددها مجلس الامن الدولى لتوقف ايران تخصيب اليورانيوم. ان هدف زيارته هذه كما يرى المحللون هو دفع مفاوضات المشكلة النووية الايرانية لتعود الى مدارها حتى لا تتفاقم المشكلة وتتدهور.
خلال فترة زيارته اجرى آنان محادثات مع كل من وزير الخارجية الايرانى منوشهر متقى وكبير المفاوضين الايرانيين لاريجانى ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في ايران هاشمي رافسنجاني والرئيس الايرانى محمود احمدى نجاد. كانت نتيجة هذه المحادثات في النهاية ان الجميع يرون ان المفاوضات هى افضل السبل لحل المشكلة النووية الايرانية.
وقد لاحظ الرأى العام ان الجانب الايرانى ظل على الدوام متمسكا بموقفه الثابت من المشكلة. حيث اكد نائب وزير الخارجية والمندوب الايرانى لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم السبت ان فرض العقوبات على ايران سيؤدى الى ارتفاع اسعار النفط في الاسواق العالمية ووقف ايران تعاونها مع الوكالة. كما صرح الرئيس الايرانى احمدى نجاد خلال استقباله آنان ان ايران مستعدة للتفاوض مع المجتمع الدولى بينما اكد ان ايران لن توقف تخصيب اليورانيوم قبل المفاوضات.
الرؤية العامة هنا ان مجلس الامن الدولى يواجه الآن اختبارا قاسيا فى حل المشكلة النووية الايرانية. اذ ان الخلافات الكبيرة والتناقضات الشديدة بين الطرفين المعنيين بالمشكلة النووية ايران والولايات المتحدة جعلت المشكلة تزداد حدة يوما بعد يوم. ومن المستحيل ان تحل المشكلة من خلال هذه الزيارة فقط. ورغم ان آنان قد دعا قبل زيارته الولايات المتحدة الى معالجة المشكلة النووية الايرانية بهدوء ونبه ايران بضرورة تفهم المجتمع الدولى الا ان الطرفين الامريكى والايرانى ظلا متمسكين بموقفيهما دون تنازلات. فلم ترفض ايران وقف تخصيب اليورانيوم فحسب بل قامت ايضا بمناورات عسكرية ضخمة وتدشين مصنع لمعالجة الماء الثقيل فى اشارة لاظهار عزمها الشديد على تنمية التكنولوجيا النووية. وفي نفس الوقت ذكرت الولايات المتحدة مرات انها ستحث مجلس الامن الدولى على اجازة قرار لفرض العقوبات على ايران اذا لم توقف ايران التخصيب بعد المهلة الاخيرة حتى لقد صرحت الولايات المتحدة بانها ستعمل على اتخاذ اجراءات منفردة متجاوزة الأمم المتحدة.
كان بين اعضاء مجلس الامن الدولى اختلافات فى الاراء حول المشكلة النووية. فموقف اعضاء المجلس باستثناء الولايات المتحدة وبريطانيا من فرض العقوبات فاتر بل ان بعض اعضاء المجلس مثل فرنسا يرون ان العقوبات ستؤدى الى ازدياد حدة الازمة والمجابهة بين الغرب والعالم الاسلامى. اما روسيا فظلت تعارض الاسراع في فرض العقوبات على ايران.
يرى المحللون انه رغم صعوبة ازالة الخلافات بين الطرفين الامريكى والايرانى من خلال زيارة آنان هذه ورغم الاستعداد الامريكى لدفع فرض العقوبات على ايران فان آنان ما زال يأمل من خلال زيارته لطهران دفع ايران للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.