عقد ممثلو ألمانيا والدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي أمس الخميس (7 سبتمبر) ببرلين اجتماعا لمناقشة كيفية مواجهة قرار ايران المتمثل في رفض وقف أعمال تخصيب اليورانيوم.
وذكر دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي طلب عدم كشف اسمه بعد انتهاء الاجتماع أن ممثلي الدول الست ناقشوا كيفية اتخاذ الاجراءات تجاه ايران حسب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1696 حيث اتفقوا على أن ايران لم تسد طلب مجلس الأمن الدولي حول وقف أعمالها في تخصيب اليورانيوم وسيواصلون المناقشات في الأسبوع المقبل حول هذه القضية، داعين الحكومة الايرانية إلى اتخاذ مواقف بناءة. وجدير بالذكر أن ممثلي الدول الست لم يتوصلوا إلى اتفاق حول فرض عقوبات على ايران رغم أن ممثل الولايات المتحدة مصر على ذلك.
يرى المحللون أن القضية النووية الايرانية تمر الآن بمرحلة حساسة جدا، فالحل الدبلوماسي ما زال يواجه صعوبات كثيرة لأسباب التالية:
أولا، مواقف ايران حول هذه القضية ظلت متقلبة. وكان الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد قد أعلن في الأول من هذا الشهر أن بلاده لن تتخلى عن حقها النووي. وقد أشار بعض كبار المسؤولين الايرانيين إلى أنه إذا تم فرض عقوبات على ايران، فإنها ستعدل سياساتها الخاصة بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، محذرين من أن الدول المستهلكة الرئيسية للنفط ستتعرض لخسائر بسبب ارتفاع أسعار النفط. إلا أن نجاد قال في الـ3 من هذا الشهر خلال محادثاته مع أمين عام الامم المتحدة أن ايران مستعدة لاجراء مفاوضات مع المجتمع الدولي حول القضية النووية. وذكر خافيير سولانا الممثل الأعلى للسياسات الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي أنه قد اتصل هاتفيا بعلي لاريجاني كبير المفاوضين النوويين الايرانيين عدة مرات وسيجري محادثات معه غدا السبت.
ثانيا، هناك خلافات بين الدول الست حول حل القضية النووية الايرانية. فالولايات المتحدة تصر على فرض عقوبات على ايران، مؤكة أنه إذا لم تتوصل الدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي إلى اتفاق حول هذا الأمر، فسوف تشكل ما يسمى اتحادا مستقلا مع اليابان وألمانيا وفرنسا وبريطانيا لفرض عقوبات على ايران. وعبرت فرنسا وروسيا والصين عن معارضتها للموقف الأمريكي. فقد أعلن رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دي فيلبان أمس الخميس أن الطريقة الوحيدة لتسوية القضية النووية الايرانية هي المفاوضات الدبلوماسية. وتدعو روسيا والصين أيضا إلى تسوية القضية عبر المفاوضات.
ثالثا، ظلت ألمانيا وتتمسك دائما بموقف متصلب ومرن في نفس الوقت. فالمستشارة الألمانية آنجيلا ميركل قالت أول أمس إنه يجب على المجتمع الدولي الحفاظ على التضامن وعدم الوقوف مكتوف الأيدي أمام مخالفة ايران لوائح الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلا أنها أكدت في الوقت نفسه أنه لا يمكن اغلاق باب المفاوضات واللجوء إلى القوة.
يرى المحللون أنه رغم أن الحل الدبلوماسي للقضية النووية الايرانية يواجه صعوبات كثيرة وأوضاعا معقدة، إلا أن ذلك يتطابق مع مصالح كافة الأطراف. لذلك، يجب على كافة الأطراف التمسك بالصبر والتفاوض حتى يتم الوصول بالقضية إلى بر الأمان.