وقائع الحوار

هدى: أعزائي المستمعين، قرأت قبل قليل بعض المساهمات من قراء موقعنا والتي تأتي باستمرار للتفاعل مع ضيوفنا الكرام، ونعبر هنا عن خالص شكرنا لمشاركتكم النشطة. هناك سؤال طرحه أحد قراء موقعنا اسمه يوسف يقول إن الدول الخليجية تتفاوض حاليا مع كل من الدول الأوروبية واليابان والصين وغيرها من الدول للتوصل إلى اتفاقية حول إقامة مناطق تجارة حرة بين الجانبين، كيف تسير المفاوضات الصينية الخليجية في هذا المجال؟ وما هي الأهمية لإقامة مثل هذه المنطقة بين الجانبين؟ يا الدكتور جعفر، هل يمكنكم التحدث لنا عن هذا الموضوع؟

الدكتوبر جعفر

منطقة التجارة الحرة هناك الآن أكثر من أربعة اجتماعات رئيسية، وهي قطعت شوطا كبيرا جدا، وأعتقد أنه بالرغم من الأزمة المالية، أعتقد أنه عام 2009 ربما يشهد توقيعا نهائيا لهذه الاتفاقية، هذه الاتفاقية هامة جدا جدا للتجارة بين الطرفين، يعتقد أنها ستضاعف التجارة بين الطرفين لكثر من 30 % من الوقت الحالي، ستسمح بتدفق الاستثمارات بدون أي عوائق بين الطرفين، هي أيضا عندها فوائد سياسية ، فالدول الخليجية تريد توازن بين علاقاتها بين الغرب والشرق، أي بين الصين والدول الأخرى، ثم إنها تسهم في بناء العلاقات الاستراتيجية بين الصين ودول المجلس، هناك بعض الصعوبات الفنية هي التي أخرت هذه الاتفاقية، و أيضا هناك بعض الاقتراحات حول بناء آلية للتعاون في مجال النفط، يعني الشراكة الاقتصادية النفطية بين الصين والدول الخليجية، اعتقد أنه بتقديري بدون وجود آلية للتعاون الاستراتيجي بين الصين والدول الخليجية، اي محاولة لبناء العلاقات الاقتصادية الاستراتيجية بدون وجود هذه الآلية أعتقد أنه لن تكون ذات قيمة كبيرة، لأنه لسبب واحد أن الصين تحتاج النفط من الدول الخليجية، والدول الخليجية تحتاج إلى الأسواق أيضا، (إلى البضائع، من تداخل سعادة السفير)، لا تحتاج إلى البضائع، تحتاج إلى أسواق النفط، (أسواق النفط والمعدات والتكنولوجيا والبضائع أيضا، من تداخال سعادة السفير)، كما تعرف سعادتكم، هي تصدر النفط فقط، (السوق لتصدير النفط، ومعدات والبضائع والتكنولوجيا للاستيراد)، نعم، نعم، فبدون وجود الاتفاق للتعاون الاستراتيجي في مجال النفط والغاز بين الصين والدول الخليجية، أعتقد أن الصين لا تستفيد كثيرا من أي تعاون استراتيجي مع الدول الخليجية يستثني هذا القطاع، ونحن نفهم ذلك، وندعو إلى الإسراع في بناء آلية للتعاون الصيني والخليجي في مجال النفط والغاز بين الصين والدول الخليجية، بما فيه منح الشركات الصينية دخول في قطاع التنقيب والاستكشاف، هذا مهم جدا لأي علاقات صينية خليجية حقيقية وجادة.

هدى: اذن، سعادة السفير شي يان تشون، هل لديكم إضافات لهذا الموضوع؟

السفير شي يان تشون:

طبعا هذا الموضوع موضوع مهم جدا ويهم الجميع، ونتابع التطور في هذا المجال، وهناك أسس كبيرة وإمكانية كبيرة لإقامة منطقة التجارة الحرة. وعندي بعض الأرقام، في السنة الماضية، وبلغ حجم التبادل التجاري بين الصين وجميع الدول العربية 132.8 مليار دولار أمريكي بما فيه 82.3 مليار دولار مع الدول الخليجية، إذا احتل حجم التبادل التجاري بين الصين والدول الخليجية أكثر من 60% في إجمالي الحجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية، واستوردت الصين في عام 2008 نحو 83 مليون طن من النفط منها 62 مليون طن من الدول الخليجية، فإن كمية النفط الذي استودت الصين معظمه من الدول الخليجية، يعني أكثر من 70%، وسيزداد هذا الحجم في المستقبل أكثر فأكثر. فبدأت المباحثات بين الجانبين منذ فترة، وأعرب كلا الجانبين رغبة قوية في إقامة هذه المنطقة، ونرجو ونتمنى أن تنجح كل هذه الجهود لتم إقامة هذه المنطقة للمنفعة المتبادلة لكلا الجانبين ولخدمة مصالح الصين والدول العربية.